إن من مقاصد الشريعة التي جاء بها الإسلام واكد عليها حفظ الضروريات الخمس وهي حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال .
ومن حفظ النفس احترام نفسك وتقديرها واحترام الآخرين وعدم الإساءة لهم أو الوقوع في أعراضهم أو غيبتهم .
وحفظ اللسان والتزام الأخلاق الحميدة في الألفاظ والأقوال والتعاملات ، يقول معلم هذه الأمة صل الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ويقول (أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن ).
وعندما سأل الصحابة من أحب الناس إلى الله قال ( أحسنهم خلقا ) .
ووصَفَه الله تعالى فقال (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) لأهمية الأخلاق ودورها في بناء المجتمع والتعامل والتعايش بين أفراده .
يقول شوقي …
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه…فقوم النفس بالأخلاق تستقم..
إذا أصيب القوم في أخلاقهم…فأقم عليهم مأتماً وعويلا .
نعم بالأخلاق وحسن التعامل تستمر وتنتظم الحياة ويتعايش الناس .
أسألكم بالله ……
هل ما نسمعه ونراه من مناكفات وإساءات وألفاظ وردود بين الضيوف في بعض برامجنا الرياضية فيها أخلاق واحترام ؟؟
هل ما يطرح فعلاً يفيد الرياضة السعودية والمجتمع الرياضي والشباب المحب للرياضة ؟
هل ما يتابعه الجميع في قنوات التواصل الاجتماعي ويكتب من تغريدات فيها أخلاق وفروسية . ؟
من المسؤول ؟
وما الفائدة من كل هذا ؟
وقبل هذا أين نحن من تعاليم ديننا الحنيف الذي حرم الغيبة وحرم الإساءة والاستهزاء بالأخرين ؟
لماذا لا نسأل أنفسنا ! ماذا نستفيد من كل هذا ؟
وإلى أين سنصل ؟
متى يحضر العقل ونحاسب أنفسنا قبل يوم الحساب ؟
قال تعالى ( ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ ﴾ .
ماذا نتوقع نتائج هذا الشحن وهذه المبالغات والمناكفات التي تخلق العداوة والكراهية بين أفراد المجتمع في حال استمرارها ؟
ماذا ننتظر وما هي مخرجات هذه الأجواء المشحونة ؟
قطعاً …. النتيجة الحتمية
سينشأ النشء على الكراهية والبغضاء والتصنيف والتحزب حسب الميول والألوان .
وسيتعزز لديهم التخوين والتشكيك وعدم القبول لأي قرارات أو أنظمة .
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه ( أعلامه ) !! أليس كذلك ؟.
وفي آخر الأمر …..
المتضرر الوطن ورياضة الوطن ومنتخبات الوطن وأبناء الوطن .