تميز حج هذا العام بتقديم صورة حضارية عن خدمات المملكة، والمثالية المتميزة في نجاح موسم الحج هذا العام، حيث قدمت المملكة جميع الخدمات للحجاج، وأنفقت الاف الملايين من الريالات في تطوير المشاعر المقدسة، وتوسعة الحرمين الشريفين للحجاج، والمعتمرين وزوار المسجد النبوي، وأنشأت قطار الحرمين لتأمين نقلهم بين المشاعر، ودون النظر للعوائد الاقتصادية.
وهذا النجاح تحقق بفضل من الله، وثم بما توفره حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان-حفظهم الله- من تسهيلات لضيوف الرحمن، وشهد حج هذا العام نجاحا مميزا ساهمت فيه كل قطاعات الدولة –أعزها الله- وجسد جهود المملكة العظيمة في خدمة ضيوف الرحمن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-.
فالمملكة تعتبر خدمات الحج خارج حسابات الاستثمار، وتنفق أضعاف دخل الحجاج على اقتصادها من اجل راحة ضيوف الرحمن، والدولة -أيدها الله- حريصة على أمن، وسلامة الحجيج، وتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وراحة، وطمأنينة حتى عودتهم إلى ديارهم سالمين، وبلغ حجاج عام 1443ه(899,353) حاجًّا، وحاجة منهم (779,919) من خارج المملكة و(119,434) من الداخل.
والتنظيم المميز، ونجاح حج هذا العام يعكس جهود، وقدرة المملكة على تحمل مسؤولية الحج رغم جائجة كورونا، حيث حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين –حفظهم الله- على أتخاذ الإجراءات الاحترازية، وتحقيق أعلى المعايير الصحية، والوقائية لضيوف الرحمن، وتوفير سبل الراحة، والامن لهم.
كما وفرت المملكة المستشفيات الميدانية، والعيادات المتنقلة، وتنوعت الخدمات الصحية المقدمة بين عملية قلب مفتوح، وقسطرة قلبية، وأجهزة مناظير، وغسيل كلوي، وجميعها تقدَّم مجانًا للحجاج، حيث بلغ عدد المستشفيات (23) مستشفى و(152) مركز صحي و(511) سيارة إسعاف، و(6) طائرات إخلاء، والكثير من أجهزة الترجمة إلى(12) لغة، وبلغت القوى العاملة في الحج(228,721) شخصًا.
والمملكة تقدم خدماتها للحجاج والمعتمرين، والزوار دون مقابل، ودون النظر للعوائد الاقتصادية عليها من الحج والعمرة، وهذا يمثل للمملكة نجاح حج عظيم كل عام، فمستويات التنظيم العالية، وأدارة الحشود المميزة، واتباع قواعد الوقاية المشددة أسهم في نجاح الحج دون وقوع أية حوادث، وعكس حسن التنظيم وجودة الخطط الاستراتيجية المحكمة، والتي وضعتها الدولة – اعزها الله-.
فنجاح حج هذا العام اخرس المغرضين، والمشككين في جهود، وخدمات المملكة لموسم الحج كل عام وعبر ضيوف الرحمن عن شكرهم على الإجراءات الوقائية، والاحترازية التي اتخذتها المملكة، وأثبتت قيادتنا الحكيمة، وقطاعات الحج الأخرى بأنهم على قدر المسؤولية، وأعطوا الحجيج ما يستحقون من عناية وأهتمام، وعكست الجوهر الإنساني للقيادة السعودية الرشيدة، والمواطن السعودي.
لذا يحق لنا أن نفتخر، ونعتز بقيادتنا الحكيمة، والتي بذلت الغالي، والنفيس لتسهيل أمن، وخدمات الحجاج فعلينا أن نشعر العالم أن السعودية، والسعوديين تمنعهم أخلاقهم من أن تصبح الأمور فوضى، وان المواطن السعودي هو رجل الامن الأول، فالحرمين الشريفين بأيد أمينة، ورعاية كريمة منذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه –
ونسأل الله العلي العظيم أن يديم نعمة الأمن على المملكة والمسلمين، وشكرا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ولسمو ولي عهده الامير محمد بن سلمان، وسمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، وسمو أمير منطقة مكه الأمير خالد الفيصل، وسمو نائبه الأمير بدر بن سلطان –حفظهم الله– والشكر موصول لوزير الحج والصحة، وشؤون الحرمين، ولجميع رجال الامن، والكوادر الصحية والمتطوعين.
أحمد بن عبدالرحمن الجبير
مستشار مالي
عضو جمعيه الاقتصاد والصحافة وكتاب الرأي السعودية
ahmed9674@hotmail.com