التشوه البصري.. ماله وما عليه

يعد التشوه البصري واحداً من المناظر اللاحضارية كونه يعطي انطباعاً سلبياً لذلك المكان أو لتلك المدينة، كما أنه يعكس غياب رقابة جهات الاختصاص في القطاعات، وهو واحدٌ من الدلائل التي تشير إلى انعدام ثقافة المجتمعات في بعض المجالات، كالكتابة على الحائط أو رمي القمامة في الأماكن الغير مخصصة، أو مخلفات البناء في مواقع تشوه المنظر الحضاري للطرقات، وغيرها العديد من المجالات.
وعليه لمن لا يعرف هذا المصطلح فهو يطلق على العناصر البصرية غير الجذابة، سواء كانت المناظر التي لا يريد الشخص أن ينظر إليها، وتعوق قدرة المرء على التمتع بالمنظر العام والبيئة المحيطة فيه، ويصفه المختصون بعبارة أبسط بأنه (التدهور) المرئي وسوء المنظر. ونقف عند مفردة التدهور كمصطلح علمي أو مجتمعي فهي أدنى الدرجات، مثال ذلك تدهور الحالة الصحية، أو التدهور الأخلاقي وما إلى ذلك، كما أنها تترك أثراً عميقاً لدى الملتقي عند سماعها.
فالتشوه البصري قضية جمالية في المقام الأول، تضعف قدرتنا على الاستمتاع بالطبيعة أو بجمال الطرقات أو الأبنية كالطلاء أو تراكم النفايات أو اللوحات الإعلانية في المواقع الغير ملائمة والتي تجعل متعتنا منقوصة، سواء كانت من فعل الفرد بقصد أو بغير قصد فذلك لا ينفي صفة التشوه في الموقع.
وعلى الرغم من أنه مسألة جمالية بحتة تختلف من شخص لآخر لاختلاف الأذواق كونها تتبع للذوق العام، إلا أنها قضية حتمية لا يختلف عليها اثنان، ومن خلال تقييم الواقع وتحديد النقاط الإيجابية والسلبية في الكثير من مدن المملكة الغالية نجد أن لدينا الكثير من هذه الظواهر التي تنغص متعتنا في العديد من المواقف التي تمر علينا في حياتنا اليومية.
واستبشرنا خيرنا ولله الحمد حيث أنه مع بداية هذا العام وضعت وزارة الشؤون البلدية والقروية والاسكان معاييراً لتقييم المدن السعودية وحددت ضرورة معالجة (17) مظهرًا مسبباً للتشوه البصري من خلال مبادرة تحسين المشهد الحضري ضمن رؤية مملكتنا الحبيبة 2030، والتي تعتبر من أهم مبادرات الوزارة وتهدف إلى تحسين المشهد الحضري في المدن السعودية. وأصدرت العديد الأنظمة واللوائح وعقدت مجموعة من الندوات وورش العمل ونظمت حملات توعويـة للتأكيد على دور الأفـراد في الحفـاظ علـى العناصـر البصـرية والتعريف بالاسـتخدام الصـحيح واحترام القوانين، كما وجهت الوزارة أمانات المناطق لتشكيل الفرق ورصد كل ما من شأنه أن يسبب تشوهاً بصرياً وعمل الدراسات ورصدها للبدء في معالجتها.
وأخيراً وليس آخراً وكوني من سكان محافظة المجمعة ومتابعة لكل ما يجري على أرض الواقع أود أن أوجه من هذا المنبر الإعلامي المميز تحية شكر وتقدير للمهندس محمد بن سعيد آل صقر الغامدي رئيس غرفة العمليات التشغيلية في أمانة غرفة الرياض على جهوده وتفانيه في سبيل إنجاز الأعمال على أكمل وجه ولفرق عمل بلدية المجمعة التي تعمل بجهود ملموسة لرصد مسببات التشوه البصري بمتابعة من المهندس فهد بن عبدالله الرميح  رئيس بلدية محافظة المجمعة داعين الله عز وجل أن يوفقهم في كل ما هو لمصلحة ووطننا الغالي.
والله ولي التوفيق،،،