أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين، ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله- قطاع المياه اهتماماً خاصاً، حيث جعلوا صناعة تحلية المياه في بلادنا نشاطاً اساسيا لمعالجة شح المياه في المملكة، وتوفير المياه للمواطن والمقيم، ودعم الاقتصاد الوطني وجعل المملكة من أوائل الدول عالمياً في تحلية المياه، وتقنياتها الصناعية.
مساء السبت الماضي سعدنا بحضور المؤتمر الصحفي للمؤسسة العامة للتحلية بفندق J Wماريوت بمدينة الرياض، حيث تم توقيع عدداً من الاتفاقيات مع شركات محلية وعالمية، في تقنيات المياه المالحة، وأغشية التناضح العكسي برعاية معالي وزير المياه المهندس عبدالرحمن الفضلي، وحضور معالي نائب وزير الصناعة، ونائب وزير المياه، ومعالي محافظ مؤسسة التحلية المهندس عبد الله العبد الكريم.
ونخبة من الوزراء، ورجال الاعمال، والكتاب والإعلاميين، وتحدث معالي المهندس العبدالكريم عن مشاريع المؤسسة، والتي تخدم المواطن والمقيم، وفق توجيهات قيادتنا الرشيدة -أعزّها الله- والرؤى الاستراتيجية التي يعملون على تحقيقها، وتناول أبرز التطورات، والإنجازات التي حققتها المؤسسة، ومكنتها من اعتلاء مكانة مرموقة في صناعة تحلية المياه في العالم.
وشرح معاليه الجهود التي بُذلت عبر استثمار الأصول، وتطوير تقنيات صناعة التحلية، وإنتاجها بكوادر سعودية بنسبة 95٪ من العاملين، والذين يديرون أعمالهم بكفاءة عالية، ومهنية في جميع قطاعات المؤسسة، حيث تم تدشين مصنع أغشية التناضح العكسي، وتفاصيل عقد إنشاء المصنع، واتفاقيات أخرى مع عدة شركات أبرزها الاستفادة من مياه الرجيع الملحي عن طريق استخلاص المعادن.
حيث تعد مياه الرجيع الملحي أحد أهم المصادر الغنية بالمعادن التي ستكون أحد الموارد الاقتصادية الوطنية، وتسهم في التنوع الاقتصادي، كما أن “التحلية” تسعى لتوطين صناعة تحلية المياه، وتمكين المحتوى المحلي بصناعات جديدة، وإنشاء مصانع للشركات العالمية داخل المملكة، وتوفير منتجات وطنية مستدامة، وذات كفاءة عالية، وتطويرها مع القطاع الخاص.
واستخلاص المعادن الثمينة والأملاح، بهدف تحقيق قيمة إضافية في الناتج المحلي تصل إلى 1. 5 مليار ريال سنوياً في عام 2030م، وإنتاج مياه محلاة في جميع مناطق المملكة صالحة للشرب، وبجودة عالية واستخلاص معدن البروم، والصوديوم والبوتاسيوم، والمغنيسيوم والكالسيوم والليثيوم، والتي ستستخدم في صناعه النفط والغاز، وصناعة الادوية، والصناعات الغذائيه، والصناعات الكيميائية.
وأضاف معاليه أن الإيرادات غير النفطية ستكون في فرص عديدة في صناعة التحلية، والصناعات المرتبطة بها، كما لدينا إمكانات عالية لإيجاد صناعات عديدة، وجميع مكوناتها ستعتمد على مخرجات تحلية المياه، واليوم تم التوقيع الاتفقيات مع عدة شركات سعودية، وبكميات تغطي 30% من الطلب المحلي للعام 2024م بناتج المحلي 150مليون ريال سنوياً و1.5 مليار ريالً للعام 2030م.
لذا فإن معالي محافظ التحلية المهندس العبدالكريم يسعى بكل جهده لحل مشكلات شح المياه في بلادنا، وتطوير محطات التحلية في كافة مناطق المملكة، ونتمنى من رجال الأعمال تفعيل الاستثمار في قطاع تحلية المياه، وحل مشكلة شح المياه وفق برامج التحول الاقتصادي، والرؤية السعودية 2030م والتي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بكل اقتدار.
نشكر معالي محافظ التحلية المهندس عبدالله العبدالكريم على دعوتي لحضور المؤتمر الصحفي البناء والموفق، وفريق عمله المميز، ومسؤول الاعلام الاستاذ سلطان العتيبي على جهودهم العظيمة، ونهنئ معاليه على هذا الطرح الصائب والمفيد، والنقلة النوعية للاستثمار في تحلية المياه في كافة أنحاء المملكة، وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني.
أحمد بن عبدالرحمن الجبير
مستشار مالي
عضو جمعيه الاقتصاد السعودية
ahmed9674@hotmail.com