مع انطلاقة الدوري الإسباني والذي يعد من أقوى وأغلى الدوريات على مستوى العالم ، وكذلك انطلاق الدوريات الأوربية الأخرى ، يجب أن نخرج بالعديد من الفوائد والدروس لنقلها لدورينا .
أهمها التفرغ للأداء والعطاء داخل الميدان وعدم الانشغال بالحكم أو المنافس والمؤثرات الخارجية .
لفت نظري الجدية والقتالية في الأداء من بداية المباراة إلى نهايتها . وكذلك الأداء المتوازن لفرق الوسط بعيداً عن تعطيل اللعب المبالغ فيه وأسلوب أداء الجبناء عندما تلعب مع فرق المقدمة .
لفت نظري حرص الحكام على استمرارية اللعب واحترام الوقت الملعوب وعدم السماح للاعبين بالتمثيل أو تأخير اللعب وسرعة التفاعل مع (الفار ) بدون تأخير أو تردد وعدم السماح للاعبين بالمطالبة بالعودة لغرفة التحكم .
أعجبني كثيرا أسلوب نقل المباريات من تصوير بزوايا واضحة وإخراج يجعلك في وسط الحدث وكأنك بالملعب ، أضف لهذا أسلوب التعليق المختصر المفيد بدون مبالغة وصياح .
أعجبني كذلك الروح الرياضية التي تبدأ بها المباراة وتنتهي من تحية وسلام وابتسامات رغم شدة وشراسة المنافسة .
ومع انطلاق الجولة الأولى لدوري (روشن ) السعودي تخيلت بكل الأمل والأماني أن يكون دورينا مشابهاً لهذه الدوريات ، نحتاج فعلاً لنقلة نوعية حقيقية في كافة التفاصيل تتوازى مع القيمة السوقية للدوري .
في الأداء الفني وفي انتظام اللعب والسرعة في الأداء والتحركات الإيجابية وتقارب الخطوط .
وفي جودة التحكيم من حفظ الوقت الملعوب والتوقف عن ملاحقة الحكم بعد كل صافرة والتفرغ للعب .
والأهم … النقل باحترافية وجودة عالية من تصوير وإخراج وتعليق وبرامج تحليلية تقدم المفيد بعيداً عن المبالغات .
في الحقيقة لا أجد عذراً لمنظومة كرة القدم السعودية بأن تحاكي الدوريات العالمية مع وجود عوامل النجاح وتوافر الإمكانات ، لن أكون متشائما ولن أبالغ في جلد الذات .
لكن الجولة الأولى صدمتنا فعلاً … ! لم تكن أبدا في مستوى التطلعات ولا ترتقي لدوري محترفين ينشد المنافسة ويتوازى مع ما يصرف عليه ! دوري يتواجد فيه (128 ) لاعباً أجنبيا ، وعشرات الفنيين والمختصين الأجانب ، وبعد كل جولة العديد من البرامج وعشرات المحللين !! والمحصلة صوت عالي بدون أداء فني مقنع .